التعقل وفوائده
ماهو التعقل ؟
التعقل (Mindfulness) هو قدرة العقل على معيشة اللحظة المعاشة بوعي وتوجيه الانتباه لها وتقبلها بحيادية دون إصدار أحكام أو انفعال
ويمكن تعريفة على أنه ممارسة ذات وعي وتركيز على اللحظة الحالية، بدون الحكم عليها أو الحاجة إلى تغييرها، وذلك بتوجيه الانتباه لتجربة الحاضر بدون التشبث بالأفكار والمشاعر والتفكير فيما سبق أو ما هو آتٍ. ويعتبر التعقل من أهم التقنيات المستخدمة في العلاج النفسي الحديث.
التعقل يساعد في علاج العديد من الأمراض النفسية والمشكلات الصحية
يعتبر التعقل أحد الطرق العلاجية الحديثة التي لقت اهتماما واسعا وخصوصا بالدراسات الأجنبية
فإن التعقل هو قدرة العقل على معايشة اللحظة المعايشة بوعي وتوجيه الانتباه لها وتقبل الأحداث والتأمل العقلي والاسترخاء والتفاعل السليم مع الخبرات التي يواجهها الفرد في حياته اليومية
فوائد التعقل
يعتبر التعقل أداة فعالة في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية للأفراد، وتساعد على تحسين جودة الحياة بشكل عام. ومن بين فوائد التعقل:
- يساعد التعقل على خفض الضغوط التي يمر بها الفرد من خلال تنمية الوعي بالذات والاستبصار والتقبل واتخاذ قرارات حكيمة ومعالجة المشكلات فور ظهورها
- يمثل التعقل أحد التوجهات العلاجية الحديثة التي تنتمي إلى علم النفس الإيجابي ويمكن وصفه بأنه الموجة الثالثة للعلاج السلوكي
- كما أن التعقل يعتبر من العلاجات الموصي بها في المعهد القومي للبحوث الكلينيكية في علاج الاكتئاب ومنع حدوث انتكاسات مستقبلية
- تخفيف التوتر والقلق: يمكن للتعقل أن يساعد الأفراد على تخفيف التوتر والقلق وذلك من خلال تعلمهم كيفية التفكير بشكل أكثر إيجابية وتقليل التركيز على الأشياء التي تسبب لهم الإجهاد.
- تعزيز الاسترخاء والهدوء: يمكن للتعقل أن يساعد الأفراد على تعزيز الاسترخاء والهدوء، وذلك من خلال تعلمهم كيفية التفكير بشكل أكثر واقعية والتركيز على اللحظة الحالية.
- تحسين صحة القلب: تشير الأبحاث إلى أن التعقل يمكن أن يساعد على تحسين صحة القلب، حيث أنه يساعد في تقليل ضغط الدم وتحسين وظائف الجهاز القلبي والوعائي.
- تحسين التركيز والذاكرة: يمكن للتعقل أن يساعد الأفراد على تحسين التركيز والذاكرة، حيث أنه يساعد على تقليل التشتت الذهني وتحسين الاهتمام بالأشياء المهمة.
- تحسين العلاقات الاجتماعية: يمكن للتعقل أن يساعد الأفراد على تحسين العلاقات الاجتماعية، حيث أنه يساعد على تحسين التواصل مع الآخرين وتطوير المهارات الاجتماعية.
استمد التعقل ممكن مقوماته من الفلسفة حيث يتعامل مع الأعراض المرضية والضغوط الحياتية والآلام النفسية من خلال التأكيد على مفهوم الوعي وما ينطوي عليه من انتباه وتقبل الذات للآخرين
وساهم التعقل بشكل كبير في علاج أنا عديد من الحالات المرضية الذين يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية متنوعة
يعتبر جون كابات زين هو رائد اتجاه ربط التقاليد الشرقية القديمة القائمة على التأمل والتعقل من خلال برنامج نفسي تعليمي يتكون من ثمان جلسات حاول فيها خفض حدة الضغوط القائمة على التعقل.
كيف يمكن ممارستة بالجلسات النفسية
يمكن ممارسة التعقل في الجلسات النفسية من خلال العديد من الطرق، بما في ذلك:
التأمل: يتم من خلاله الانتباه لتجربة الحاضر من خلال النفس الباطن، بما في ذلك الاسترخاء العضلي والتنفس العميق وترك التفكير ينبض بحريته دون التعلق به.
الاستماع الواعي: حيث يتم الاستماع لتفاصيل صغيرة في المحيط، مثل صوت الهواء المنبعث من المكيف أو صوت الساعة، مع الاهتمام الكامل والتركيز في تلك اللحظة.
التركيز على الحواس: حيث يتم التركيز على الحواس الخمس، مثل النظر في الأشياء بدون التفكير فيها أو تذوق الطعام ببطء وتركيز الانتباه على الطعم والرائحة والملمس.
ويساعد التعقل على تخفيف التوتر والقلق وتحسين المزاج، ويمكن أن يحسّن الشعور بالرضا والتحكم في العواطف والاستجابة للضغوط النفسية. كما يمكن استخدام التعقل للتغلب على الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والإدمان واضطرابات الأكل.
فالتعقل هو عملية ذاتية للتحكم في التفكير والعواطف والسلوك بطريقة متوازنة وصحية، وتتضمن القدرة على التفكير بشكل واقعي وموضوعي، والتعامل بشكل فعال مع المشكلات والتحديات الحياتية، والتحكم في التفكير السلبي والاضطرابات العاطفية.
ويمكن ممارسة التعقل في الجلسات النفسية عن طريق التدريب على تقنيات معينة، مثل تقنية الانتباه الواعي والتركيز على التنفس، وتقنية التحليل الواعي للأفكار والمعتقدات السلبية والتخلص منها، وتقنية العزلة الاجتماعية والتفكير الايجابي والتعامل الفعال مع الضغوط الحياتية.
ويمكن أيضًا ممارسة التعقل خارج الجلسات النفسية من خلال الحفاظ على نمط حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والنوم الكافي، وتخفيف التوتر والضغوط الحياتية عن طريق الاهتمام بالهوايات والأنشطة الممتعة.